الجمعة 04/08/2000 :
فورة يعيشها لبنان، صورا وتصريحات، ومواقف ومناكفات واحاديث وتحليلات، والاهم من كل ذلك: انتظار وتوقعات.
كأن موعد السابع والعشرين من آب (والثالث من ايلول) لن يأتي ابدا، او كأنه بات هو محور الحركة فتجمدت على اطرافه كل التحركات الاخرى، ودخل الجميع في المعمعة مرشحا او مؤيدا، ناخبا او معترضا، ممولا او معرقلا، مستخدما النفوذ او معانيا.. من استخدام النفوذ ضده.
ليس عجيبا ان يكون كل لبنان منخرطا في “المعركة الانتخابية” فيساهم كل فرد بما “يملكه” من مال الى جهد الى “صوت” الى..
وليس عجيبا ايضا ان تتحول وسائل الاعلام الى “معرض” ومعها الشوارع والساحات العامة وحيطان المنازل والمباني.. واعمدة الكهرباء.
انها “المعركة”، وعندما تحتدم، فقد اعتدنا على انه “لا صوت يعلو فوق صوت المعركة”.
ولكن..
حتى المعركة لها قوانينها، واخلاقياتها.
ومن اهم هذه القوانين، ان يحمل كل واحد سلاحه، يقاتل بشرف، فلا يرتكب الجرائم العبثية، كما انه لا يستسلم، فيبيع “سلاحه” لدى مرور اول مشتر.
في المعركة الانسحاب جريمة والاستسلام جريمة و”الخيانة” جريمة.
ولذلك، لا بد ان يكون كل واحد حاضرا، ممتشقا رأيه، حاملا صوته، متقدما الى ساحة الميدان ـ عفوا الى صندوق الاقتراع ـ ليعبر عما يعتمل في داخله دون ان يشوب هذا التعبير أي شبهة او ضبابية.
وهكذا يكون الوطن هو المنتصر، بغض النظر عمن يربح او يخسر من الاشخاص.
بالمناسبة.. هناك معارك اخرى كثيرة عجز البعض ـ او تقاعس ـ عن الاشتراك فيها.
فيا ليت.. لو ان الحماسة التي نعيشها اليوم كنا قد شهدناها في تلك المعارك، لكان لنا نصر اكبر، بالرغم من ان نصرنا لم يكن صغيرا ابدا.
محمود ريا