الجمعة 17/12/1999:
جاءت سلسلة العمليات التي نفذها مجاهدو المقاومة الاسلامية يوم الخميس ما قبل الماضي (9/12) لتشكل يوما جهاديا طويلا حيث خاض المجاهدون مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال الصهيوني وعملائها استمرت على مدى ساعات وأدت الى وقوع العديد من الاصابات في صفوف هذه القوات، اضافة الى الاختراق الذي شكلته العملية على صعيد قدرة المجاهدين على فتح جبهة واسعة في الوقت الذي كان مجاهدوها يدخلون الى عمق المنطقة المحتلة.
وقد حاول العدو عبر تصريحات اطلقها قائد منطقة الجنوب في جيش العدو بيني غانتز التقليل من حجم الانجاز الذي حققه المقاومون من خلال اعتبار استشهاد اثنين من المجاهدين الذين نفذوا هذه العمليات انتصارا لقوات الاحتلال، وعاملا على نفخ شيء من المعنويات في نفوس العملاء الذين انهاروا تماما امام ضربات المجاهدين عبر الادعاء ان هذا “الانجاز” ناجم عن “حزمهم وقدرتهم”!
مصادر المقاومة الاسلامية
هذه المحاولة الاعلامية ـ التي فشلت في تحقيق اهدافها ـ كانت محل تعليق من مصادر معنية في المقاومة الاسلامية اعتبرت “ان العدو الاسرائيلي يدأب بعد كل مواجهة مع مجاهدي المقاومة الاسلامية يرتفع فيها شهداء على القاء التصريحات المضللة التي من شأنها رفع معنويات جنوده وعناصر ميليشيا العملاء التي باتت في الواقع مفككة ومنهارة في ظل انتشار الخلافات بين مسؤوليها، وآخرها اندلاع معركة خلافة العميل انطوان لحد الذي ينادي مسؤولو الميليشيا بضرورة تنحيه عن قيادتها”.
وأكدت المصادر ان “ما اطلقه قائد وحدة الارتباط الاسرائيلي بني غانتز ومن بعده العميل عقل هاشم من تصريحات بعد مواجهة رب ثلاثين البطولية، لن يعيد للميليشيا شيئا من المعنويات التي فقدتها منذ زمن بعيد، وهي الحالة التي يؤكدها استمرار فرار العملاء من مواقعهم (وآخر هؤلاء العنصر الفار من بلدة حولا الاسبوع الماضي) فضلا عن تهافت عناصر ومسؤولي هذه الميليشيا على السفارات الاجنبية داخل كيان العدو فرارا من هاجس الموت الذي يلاحقهم يوميا على ايدي مجاهدي المقاومة الاسلامية.
وتوقفت المصادر عند حقيقة ما جرى على الارض يوم الخميس لتؤكد ان هذه التصريحات لا تستطيع اخفاء الحقائق الدامغة وأهمها:
اولا: ان المواجهة حدثت في عمق المنطقة المحتلة وعلى مقربة من الحدود اللبنانية ـ الفلسطينية، وهذا بحد ذاته يشكل اختراقا ميدانيا كبيرا لاجراءات العدو الميدانية التي طالما اشاد بها قادته في الفترة الاخيرة.
ثانيا: أقر العميل عقل هاشم في تصريح لاذاعة “صوت الجنوب” التابعة للميليشيا بأن مجاهدي المقاومة الاسلامية بادروا باطلاق النار على دورية العملاء، في الوقت الذي كانت فيه وسائل اعلام العملاء تروج فيه ان المجموعة تم كشفها وتطويقها من قبل عناصر الميليشيا، وهذا يدل على حجم التخبط الذي يسود صفوف العملاء وفشلهم في محاولة الادعاء بأن هناك انجازا ما قد تحقق.
ثالثا: ان الحديث عن “امساك” الجيش الصهيوني وميليشيا العملاء بالمنطقة المحتلة تدحضه، بكل وضوح، العمليات التي نفذتها المقاومة الاسلامية في يوم المواجهة نفسه وهي:
– المواجهة البطولية في رب ثلاثين.
– مهاجمة موكب قيادي على مدخل موقع بيت ياحون.
– تفجير عبوة ناسفة على مدخل موقع قلعة الشقيف (ومن اثرها اصيب عدد من جنود العدو بجراح)، ويضاف الى هذه العمليات عشرات الاختراقات التي نفذتها المقاومة الاسلامية قبل ذلك والتي يعرفها العدو حق المعرفة.
رابعا: تحدثت البيانات المتلاحقة التي اوردتها اذاعة “صوت الشعب” وتلفزيون “الشرق الاوسط” الناطقين باسم ميليشيا العملاء، فضلا عما وزعته مصادر العملاء على الصحف ووسائل الاعلام الاخرى، عن بدء الاشتباكات عند الساعة السادسة صباحا واستمرارها حتى الساعة الثالثة بعد الظهر، وعن تطويق المنطقة من قبل قوات مدرعة وتدخل طوافة اسرائيلية لتمشيط الاودية اثناء الاشتباك، وهذا معناه ان مجاهدين من مجاهدي المقاومة الاسلامية، متسلحين بايمان عميق، واجها آليات العدو والعملاء البرية والجوية على مدى سبع ساعات، فهل هذا انتصار للعدو والعملاء ام عار جديد يضاف الى سلسلة الاخفاقات التي منيت بها الآلة الحربية الصهيونية.
ولفتت مصادر المقاومة الاسلامية “الى ان محاولات العدو لرفع معنويات جنوده وعملائه لن تحجب الانظار عن الاصوات المتزايدة داخل كيان العدو الداعية الى الخروج من الوحل اللبناني الذي تغرق فيه قوات العدو، كما لن تحجب الانظار عن النهاية الحتمية التي تواجه العملاء وهي القتل او الفرار مع اسيادهم الصهاينة”.
وختمت المصادر بالتأكيد للعدو ان “سعادة اهلنا الاحبة الصامدين في الشريط المحتل ليست في وقف العمليات كما ادعى غانتز، بل ان سعادتهم الحقيقية تكون في اليوم الذي سيرغم فيه العدو على الانسحاب من ارضنا الطاهرة تحت ضربات المقاومة الاسلامية”.
مجلة العهد ـ محمود ريا