14/07/2000
يقول خبراء الاقتصاد ان الوضع الاقتصادي الخانق الذي يعاني منه لبنان لم يصل بعد الى حدود الازمة، لان الازمة تعني انهيارا شاملا على مستوى النقد والانتاج والتصريف والتجارة و..
ويضع هؤلاء الخبراء ما نعيشه الان في اطار “المشكلة” التي لو بقيت على ما هي عليه فإن ذلك يعني ان لبنان في طريقه الى “الازمة” الاقتصادية لا محالة.
الا ان هذا التعريف العلمي للوضع القائم تجاوزه رئيس الحكومة سليم الحص ـ وهو الخبير بالاقتصاد ـ مؤكدا من خلال “تبريره” لما يجري ان ما نحن فيه هو ازمة، لكنه وصفها بالازمة المعيشية، وليس الازمة الاقتصادية، معتبرا اننا نعيش “ازمة ركود اقتصادي بدأت منذ بضع سنوات وأخذت في التفاقم سنة بعد سنة”.
هذه التوصيفات العلمية والسياسية للضائقة الاجتماعية لم يقف عندها المواطن الذي يعضه الجوع وتكويه الاقساط المدرسية، وتحرق اصابعه اسعار المحروقات وأجور التنقل ويقف على بابه شبح البطالة والتشرد.
وهو معذور اذا رأى في ما يحصل “كارثة” و”مصيبة” و”داهية”.
كما انه معذور اذا لم يفهم الفارق بين الركود والجمود وانحباس الاستثمارات وغلاء الاسعار العالمية وغير ذلك من التعابير التي يغيب عنه اسمها، فيما هو يعيش معاناة قاتلة من مفاعيلها وتطوراتها.
لا يريد المواطن ان يعرف ما هو الفارق بين الازمة الاقتصادية والازمة المعيشية، والمشكلة الاقتصادية والضائقة المعيشية، وغير ذلك من المسميات والتوصيفات. ما يريده المواطن شيء واحد:
حل سحري او غير سحري، اقتصادي او غير اقتصادي، معيشي او غير معيشي، يخرجه من الواقع الذي يحياه والذي يمكن ـ إذا ما استمر على ما هو عليه ـ ان يخرجه من هذه الحياة جوعا او يأسا او قتلا على يد جائع او يائس.
كل ما يريده المواطن حل، يخرجه من “الازمة”.
محمود ريا