الجمعة 23/06/2000 :
مئتان وخمسون مليون دولار هي الكلفة الاولية لمنظومة اللايزر “ناتيلوس” التي صممتها شركة (TRW ) الاميركية لحساب وزارة الحرب الصهيونية، والتي تهدف الى تدمير صواريخ الكاتيوشا التي “يمكن ان تطلق” على شمال فلسطين المحتلة.
الهالة الاعلامية التي اعطيت لهذه المنظومة اكبر بكثير ـ على ما يبدو ـ من قدرتها الفعلية، برغم الصور التي بثتها وسائل الاعلام لهذه المنظومة، والتي تظهر قدرتها على تحديد صاروخ كاتيوشا ومن ثم تدميره.
هذا التقويم “السلبي” للمنظومة اللايزرية اطلقته صحيفة “هآرتس” الصهيونية، التي شكت من ان هذه المنظومة لا تنفع اذا اطلق عدد كبير من الصواريخ، كما انها تصبح “خردة” عند وجود الغيوم والضباب. وفي خلاصة سريعة، “فان مشروع ناتيلوس سيكون عمليا خلال حوالى 6 ـ7 سنوات”.
وماذا يفعل الصهاينة المذعورون على الحدود ـ حتى داخل فلسطين المحتلة ـ من الان حتى يصبح “ناتيلوس” عمليا؟
اقتراح بسيط للصهاينة وللاميركيين من ورائهم، (الذين دفعوا بالمناسبة معظم المبلغ المطلوب لتطوير هذا النظام):
ان المشكلة الحقيقية لا تكمن بصاروخ الكاتيوشا، ولا بقاعدة اطلاقه التي تقول هآرتس “ان ناتيلوس لا يستطيع التعامل معها” وانما تكمن بالفرق الواضح بين المقاتل الذي يطلق الصاروخ، والمستوطن الذي (قد) يتلقاه.
الحل اذا في ايجاد طريقة لالغاء هذا الفارق.
هل من الممكن فعل ذلك؟
اذا غصنا الى عمق هذا الفارق، نجد ان الازمة تكمن في قلب المستوطن، هذا القلب الذي ـ برغم ما فيه من حقد واجرام وغلّ ـ يبقى ضعيفا في مواجهة المصاعب، فهو ينهار ويتوقف عن العمل عند اي صدمة، فكيف اذا كانت الصدمة.. كاتيوشا؟
الحل المقترح هنا بسيط: لماذا لا يعمل قادة العدو ـ الصهاينة والاميركيون ـ ليستطيعوا عندها ان يتلقوا الصدمات من دون ان ينهاروا.
ولكن كيف؟
هذه مسألة بحاجة الى دراسات مكثفة واستعمال وسائل تكنولوجية متطورة.
ولماذا لا يكون من بين هذه الوسائل استخدام اللايزر ايضا؟
قد ـ وكلمة (قد) مع الفعل المضارع تفيد التقليل ـ يستطيع هؤلاء الصهاينة والاميركيون ايجاد نظام لتغيير القلوب ـ عبر اللايزر ـ خلال سنوات اقل من السنوات الست او السبع التي يحتاجها نظام “ناتيلوس” ليصبح عمليا.
وعندها فقط.. يصبح بامكان المستوطنين الصهاينة التخلص من كابوس اسمه.. كاتيوشا.
محمود ريا