العميد إده رحل ولكن حلمه على وشك التحقق

0

الجمعة 19/05/2000:
قبل ساعات من انتشار خبر وفاة العميد ريمون اده صدر عن اللجنة التنفيذية لحزب الكتلة الوطنية بيان اثر اجتماعها الاسبوعي تضمن صدى لبعض افكار العميد حيال الوضع في الجنوب في ظل الاجواء المرافقة لتنفيذ القرار 425 الصادر عن مجلس الامن والذي ما انفك العميد والحزب يطالبان بتنفيذه تحريرا لارض الجنوب والبقاع الغربي.

يقول البيان ان عميد الحزب يساوره قلق متأتٍ من الامور التالية:

اولا: سياسة الغدر والتسويف التي تنتهجها “اسرائيل” والتي تمثلت بانشاء (الحزام الامني) والمضايقات والاعمال العدائية التي واجهت بها قوات الطوارئ الدولية.. وارتكاب مجزرة قانا التي تخضع لوصف الجريمة الدولية.

ثانيا: نهج “اسرائيل” الثابت يسعى دوما لتغيير الحدود، وهي لن تتورع عن محاولة الاستيلاء على مزارع شبعا.. رغبة منها بالسيطرة على موارد مياه الحاصباني والوزاني والاحتفاظ بقمة جبل الشيخ.

بنتيجة ما تقدم يدعو الحزب الحكم اللبناني الى عدم التفريط لاي سبب بسيادة لبنان على اراضيه ومواقعه الاستراتيجية باعتبار ان مسألة السيادة هي صفة غير قابلة للتصرف او التجيير او الوصاية.

رحل العميد، وبقي القلق الذي حمله موجودا، وان كانت المقاومة، التي عبّر عن افتخاره بها اكثر من مرة، تقف بالمرصاد للاطماع الصهيونية في الارض والمياه والاجواء.

كان ريمون اده واضحا تماما في موضوع العدوان الصهيوني على لبنان، في حين كان الاخرون ضائعين او مانعين في طريقة التعاطي مع الاخطار التي يشكلها هذا العدوان، والمشروع الذي يقف خلفه، والذي يهدد مستقبل لبنان وليس فقط حاضره.

وفي وقفاته الطويلة على مدى عمله السياسي الذي يزيد على الستين سنة، كان العميد يشدد دائما على استراتيجية هذا الخطر، فرفض الاشتراك بالحرب اللبنانية التي كانت حسب رأيه غطاءً ينفذ من خلاله الصهاينة لتحقيق اهدافهم، كما وقف دائما ـ وبقوة ـ في وجه السياسة الاميركية تجاه لبنان، والتي وصفها دائما بأنها سياسة استعلائية متغطرسة لا تأخذ المصالح اللبنانية بعين الاعتبار.

رفض العميد كل النداءات التي وجهت له للعودة الى لبنان من اجل استئناف اشرافه المباشر على نشاطات حزبه السياسية بعد ان غادر الى باريس في مطلع الحرب اللبنانية نتيجة تعرضه لعدة محاولات اغتيال من القوى المسيطرة على المنطقة الشرقية في ذلك الحين بسبب رفضه اللجوء الى منطق السلاح في وجه اللبناني الاخر.

وكان يبرر رفضه بالقول انه لن يعود الى لبنان ما دام هناك جندي اسرائيلي على ارضه.

وقال كارلوس اده، الذي انتخب “عميدا” لحزب الكتلة الوطنية خلفا لعمه الراحل، انه كان يتمنى لو ان الله امد بعمر العميد اشهرا قليلة ليعود الى لبنان ويرى زوال الاحتلال الاسرائيلي وتطبيق القرار 425 الذي طالما طالب بتطبيقه.

لم يتحقق التمني، ولكن الحلم الذي كان يراود العميد اده، ومعه كل مواطن لبناني صادق، سيتحقق حتما، على ايدي ابناء الشعب اللبناني وطليعتهم المقاومة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.