1923: الحد.. القيد

0

الجمعة 27/04/2000:
تصاعدت المناورات، تكسرت الطروحات على الطروحات، شرق قادة العدو وغربوا، لم يتركوا كلمة إلا وقالوها، ولا “موقفا” إلا وسربوه، اثاروا الكثير من الغبار وكثفوا المزيد من الضباب، عسى ان يستطيعوا التفلت من هذا القيد الذي يحد من حركتهم ويمنعهم من تحقيق مكسب، أي مكسب، من خلال انسحابهم المقبل من الجنوب والبقاع الغربي.

اخرجوا من جعبتهم الكثير من الخطوط الخضراء، والخطوط الحمراء، والخطوط الزرقاء، عسى ان ينجح تهويلهم وتضليلهم في ايقاف الانسحاب قبل كيلومتر، او حتى مئة متر، او حتى شبر من “الحدود المعترف بها دوليا”.

انتظر العدو ان يقبل لبنان، او ان يصمت، او ان يتراخى عن اتخاذ موقف، ولكن الجواب جاء قويا وحاسما، من الدولة والمقاومة على حد سواء: ما دام” شبر” من الارض تحت الاحتلال الاسرائيلي، فإن الانسحاب لن يكون ناجزا وبالتالي لا يمكن القول ان الجيش المعادي قد خرج “بشكل كامل” من الجنوب والبقاع الغربي.

وإلا..

فماذا حصل؟

اصبح خط الحدود هو ذاك الذي اقر عام 1923 لا حدود 1967 ولا حدود 1978 ولا أي حدود اخرى،  أي بالضبط الخط الذي يطالب لبنان بأن ينسحب العدو إليه.

ولم يعد هذا مطلبا لبنانيا فقط، بل اصبح مطلبا فرنسيا، ومطلبا اميركيا.. وحتى مطلبا اسرائيليا‍.

تناسى العدو كل المناورات والطروحات والاحتمالات، وقال بالفم الملآن ان الانسحاب سيتم الى الحدود الدولية المرسومة عام 1923.

لماذا؟

يقول قادة العدو انهم ” لا يريدون ان يتركوا أي ذريعة لحزب الله كي يقوم بأي عمليات بعد الانسحاب”.

ماذا يعني ذلك؟

ببساطة: العدو يفر حتى حدود عام 1923 هربا من المقاومة الاسلامية.

هكذا يكون التحرير.

محمود ريا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.