مساواة القاتل والقتيل في خطاب البطريرك: قراءة الأحداث بعين واشنطن.. وباريس‏

0

الجمعة 17-11-2000:

في لقاء سياسي صحافي انعقد بداية الأسبوع، كان موقف البطريرك نصر الله صفير من موضوع ما يجري في فلسطين المحتلة من أحداث مادة رئيسية للحوار.

وقد تركّز النقاش على العبارة التي أوردها البطريرك صفير في خطابه الذي ألقاه خلال افتتاح الدورة العادية الرابعة والثلاثين لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان في مقر البطريركية المارونية في بكركي والتي تقول: «ان ما نشهده من معارك بين فلسطينيين (بدون أل التعريف) واسرائيليين منذ قرابة شهر لهو حقاً مفجع. أفليس مفجعاً أن يتساقط القتلى من صبيان الحجارة (دون تحديد هويتهم) تساقط العصافير برصاص البندقيات والرشاشات (دون أن يقول من هو الذي يطلق هذا الرصاص) وأن ينتشر هذا الجو من الحقد الدفين والبغضاء القاتلة.. وكل هذا مرده الى رفض الطرفين المتنازعين (ساوى القاتل والمقتول بالمسؤولية) الحوار الصادق بين متساوين في جو من احترام كلّ منهما لهوية الآخر وتاريخه وبحقه في تقرير حرّ لمصيره واستقلاله وأمنه».

صحافي من الحاضرين في اللقاء قال تعليقاً على هذه «القراءة المتميزة» للأحداث في فلسطين: «ألا يدري غبطة البطريرك ان الذين يقتلون في الاراضي الفلسطينية المحتلة هم من المسيحيين والمسلمين الذين يموتون على أيدي قوات الاحتلال وبرصاصهم، وأن الذي يُستهدف هو كنائس ومساجد تخص مسلمين ومسيحيين معاً، وأن واجب البطريرك الدفاع عن أبناء رعيته بصفته بطريرك انطاكية وسائر المشرق»؟

الجواب جاء على لسان سياسي مخضرم قال: «ماذا يمكننا ان نفعل اذا كانت قراءة الأحداث لا تتم بعين ابن المنطقة، وإنما  وكما هو الوضع دائماً  تُقرأ الأحداث بعين واشنطن.. وباريس؟».

محمود ريا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.