«سين» المستقبل‏

0

lebanon-serail

الجمعة 3-11-2000:

إنها حكومة جديدة ببيان وزاري آخر، ووعود مستقبلية أخرى.

انه موسم انتظار آخر للبنانيين.

بهذه النظرة «يتطلع» المواطن الى الحكومة الجديدة التي تمثل أمام مجلس النواب لنيل الثقة.

لا ينظر اللبنانيون الى ما ورد في البيان الوزاري، فهم تعوّدوا على ان يبقى ما في البيان.. في البيان، وأن يتحقق على الأرض ما هو راسخ في الأذهان.

لهذا تتحول الكلمات الواردة في «الخطاب المفروض» الى مجرّد تكرار لكلمات قيلت سابقاً، أو هي كلمات استطاع «صائغها» ان يبتكرها، دون أن يكون لذلك أي ارتباط بالواقع على الأرض.

انها إذاً مباراة في الخطابة، في الإلقاء.. وربما في الإقناع.

وإذا ما ألقى أحدهم نظرة على البيان المعروض، أو على البيانات التي سبقت (وربما التي ستلي؟) فإنه لا يتمكن من تفادي هذا الكمّ الهائل من (سين سوف) التي تملأ الفقرات فتحولها من برنامج عمل يأمل المواطن في أن يطبق كله  أو بعضه على الأقل  الى أحلام، كاتبها نفسه غير مقتنع بها أو بإمكانية تحققها.

الوضع صعب جداً، والمواطن الذي انتظر وانتظر، سينتظر مرة أخرى عسى ولعل.

هذا الكلام ليس انتقاصاً من «قيمة» البيان الوزاري، ولا موقفاً مسبقاً منه ومن صائغيه ومعدّيه، وإنما هو مجرّد شعور ينتاب اي لبناني وهو يستمع مرة أخرى.. الى الوعود.

على كل حال:

ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل.

محمود ريا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.