لا جواب

0

الجمعة 07/04/2000:
الآن.. بات الجميع موافقين

سؤال / ماذا ستفعلون بعد الانسحاب الصهيوني؟

جواب / عندما يحصل الانسحاب نجيب، نحن نعرف ماذا سنفعل، ولكن لن نعطي لعدونا جوابا يريحه ويجعله يرسم خططه على أساس هذا الجواب.

كان هذا السؤال، ومعه الجواب، المحور الذي تدور عليه معظم المقابلات التي تجريها وسائل الاعلام المحلية والعربية والعالمية مع قادة المقاومة الاسلامية وحزب الله، وقد شهد العام المنصرم وبداية العام الحالي هجمة تفوق التصور من ممثلي ومندوبي ومراسلي هذه الوسائل الاعلامية للقاء مع هؤلاء القادة، ونقطة الالتقاء بين هذه المقابلات كلها، تتلخص في هذا السؤال.

ولم يكن هناك أي إحراج في تكرار الجواب كلما تكرر السؤال، حتى باتت الابتسامة تكفي للتعبير عن الاحساس بحجم السذاجة التي تغلب على المراسلين وهم يحاولون تقليب السؤال على كل الاوجه عسى ان يفكوا “اللغز” ويكون لهم السبق في تحقيق ما عجز عنه غيرهم.

ولم يقف الامر عند حد الصحافيين، فعندما وجد “الباحثون عن الجواب” ان الصحافة عاجزة عن تقديم هذه الخدمة ـ المجانية او المدفوعة ـ لهم، سارعوا الى تبني “حملات” سياسية ودبلوماسية يقوم بها مبعوثون ـ وحتى مسؤولون ـ دوليون هدفهم من الزيارات المتكررة والمتواترة الحصول على الجواب.. وكذلك كان مصير هذه المحاولات هو نفسه مصير ما سبقها.

لا جواب.

مورست ضغوط، قدمت اغراءات، قيل ما قيل، وجهت اتهامات، تحركت الاستفزازات (هؤلاء لا يعرفون ماذا سيفعلون، انهم مرتبكون بشان المستقبل، ما زالوا عاجزين عن تحديد المصير).

وبالرغم من كل ذلك.. لا جواب.

اليوم، يبدو من قرر في ذلك الحين اتخاذ هذا الموقف رياديا، فالجميع اقتنعوا بأن هذا هو الموقف السليم.

الجميع يقولون، سياسيون ورسميون، محليون وإقليميون، فلينسحبوا، وعندها نقول ماذا سنفعل.

انه سبق آخر، هو انتصار سياسي يتوّج الانتصارات العسكرية.. والايام حبلى بمزيد.

محمود ريا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.