الجمعة 20/10/2000
في موازاة الحرب المفتوحة بين المقاومة الاسلامية والكيان الصهيوني في المواقع العسكرية والامنية المختلفة، هناك حرب اخرى تتميز بدورها بالشراسة بين حزب الله من جهة والكيان الصهيوني وداعميه في انحاء العالم من جهة اخرى.
مسرح هذه الحرب شبكة الانترنت الدولية التي شهدت فصولا دراماتيكية خلال الاسبوعين الماضيين تجندت لها في كلا الطرفين جهود ضخمة على مستويات دولية.
بعد العملية البطولية التي نفذتها المقاومة الاسلامية في منطقة مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، والهزة الاعلامية والامنية العنيفة التي تعرض لها العدو الصهيوني نتيجتها، بدأ القيمون على موقع حزب الله على الانترنت ( WWW. Hizbollah. Org) يلاحظون ضغطا غير عادي على الموقع، تمثل بدخول غير طبيعي للمتصفحين عليه، و”سحب” المواد الموجودة عليه بكميات لا يمكن ان تكون “بريئة”.
وعند الاطلاع على الاماكن التي يوجد فيها الداخلون على الموقع، تبين ان اغلبيتهم من داخل فلسطين المحتلة ومن مواقع ومزودات تحمل نهاية (IL) بمعنى انها قائمة في “اسرائيل”.
واضافة الى هذه المواقع، كان هناك الاف الزوار الذين “يتوطنون” في الموقع بشكل دائم من مناطق كثيرة في العالم، ولا سيما من الولايات المتحدة، ومن قبل مشتركين بشركات مشهورة ومعروفة بمواقفها العدائية للبنان ومقاومته كشركة Aol وشركة 3 com وغيرهما.
من خلال تحليل هذه المعلومات اتضح للقيمين على الموقع في مكتب الانترنت المركزي في حزب الله، ان ما يحصل ليس امرا عاديا، انما هو عملية هجوم منسقة على الموقع هدفها تعطيله ومنع المتصفحين العاديين من الدخول اليه والاطلاع على ما يحتويه من مواد تتعلق بجهاد حزب الله ضد العدو الصهيوني، وتكشف الهمجية الصهيونية ضد الشعوب العربية والاسلامية.
وازاء هذا الهجوم المنسق والمنطلق من العديد من مناطق العالم في وقت واحد، اضطرت الشركة المزودة التي يتوطن موقع حزب الله فيها الى اقفال الموقع فترة محدودة، على ان يطلق مرة اخرى من مصدر اخر عصي على التأثر بهذه المؤامرة المدبرة.
ولم يقتصر الهجوم الصهيوني الشامل على هذا الموقع، انما استهدف ايضا الموقع البديل الذي انشئ في وقت سابق بعد عملية القرصنة التي تعرض لها الموقع وهو موقع (www. Hizballah. Org)
لقد ادى الصهاينة اللعبة نفسها من اجل اقفال هذا الموقع ايضا.
وبلغة الارقام التقنية، فان هذا الموقع تعرض خلال اربع ساعات فقط لاكثر من اربعة ملايين ضربة (hit) وهذا رقم خيالي بالنسبة الى موقع بهذا الحجم، فيما سُحب منه خلال اسبوعين اكثر من 75 جيغابايت، وهو رقم يفوق أي تخيل، وخاصة بالنسبة الى موقع لا تزيد المادة الموجودة فيه عن 60 ميغابايت، والمادة التي تسحب منه في حالات الذروة لا تزيد بأي حال من الاحوال عن الـ3 جيغابايت في الشهر.
لقد ادت هذه الوقائع الى تعثر الموقع الاخر، برغم كل المحاولات التقنية الاعجازية التي بذلها التقنيون العاملون في مكتب الانترنت، وبعد ايام صعبة وطويلة من المواجهة توقف الموقع الاخر عن العمل.
حتى الان يبدو ان الصهاينة حققوا الى حد ما نقطة لمصلحتهم.
حتى الان يبدو ان عند هذه النقطة انطلقت خطة الطوارئ الاولى التي تمثلت باطلاق اربعة مواقع جديدة مطابقة للموقع المذكور خلال ساعتين فقط، وتعميم المواقع الجديدة على الاف العناوين البريدية حيث بقي الموقع موجودا يتابع مهمته الاعلامية الجهادية وإن بطاقة اقل من السابق.
ولكن..
وكما ان المقاومة عودت العدو على رد الصاع صاعين، ومنعته بشكل دائم من ان يهنأ باي انجاز يحققه، فان التقنيين العاملين في مكتب الانترنت المركزي وبالتعاون مع عشرات المتطوعين المنتشرين في انحاء العالم، يحضرون لمفاجأة سيكون لها وقع الصاعقة “الالكترونية” على العدو، الذي سيعترف قريبا وقريبا جدا بانه خسر الحرب التقنية مع المقاومة، بعدما ظن انه بربحه المعركة الاولية قد استطاع اسكات صوت المقاومة على الانترنت.
وعندما يعود الموقع بكامل طاقته قريبا وضمن الاجراءات الجديدة المتخذة، فكل هذه الهجمة الصهيونية ستعجز امامه، وسيبقى موجودا بشكل دائم على الشبكة رغما عن انف العدو.
وبالمناسبة، فان مواقع المقاومة الاخرى على الشبكة لا تزال موجودة، وهي تقوم بدورها كاملا في نقل التطورات الميدانية ومواقف حزب الله وفي كشف الجرائم الصهيونية التاريخية والمستجدة.
محمود ريا