أسئلة

0

الجمعة 06/10/2000 :
فجأة انتفض العالم، فالحادث جلل، والمصاب هو همّ كل زعيم في اقطار الارض الاربعة.

لقد اهتزت العروش وتزلزلت التيجان، والكراسي لا تستطيع ان تثبت على حال.

تحركت الاصابع اليهودية، فحركت الكبير والصغير، وتحول العالم برحابته الى قطعة ارض صغيرة.. صغيرة جدا لا يقف عليها الا ثلاثة اشخاص، هم جنود العدو الذين اسرتهم المقاومة الاسلامية اللبنانية على ارض لبنانية.. محتلة.

لم يبق مسؤول في أي دولة قادرا على الصمت، على الهدوء، على ابداء اللامبالاة.

لماذا؟

هل هو حرص على الحياة البشرية؟

ايمان بعدم جواز انتهاك حقوق الانسان؟

اهتمام بقضايا السلام والامن الدوليين؟

سعي لعدم المس بالمواثيق والاعراف الدولية؟

لو كان كذلك، لكان على هؤلاء ان يتحركوا منذ زمن طويل، وهم قد دُعوا الى ذلك.. فاستنكفوا.

ماذا اذا؟

لماذا يتحرك قادة العالم على كل الخطوط ويشغلون كل الطرق، ويتناسون التعب والنصب؟

لماذا يأتون زرافات ووحدانا الى هنا وهناك، ولا يترددون في انتظار هذا وذاك من اجل لقاء.. ولو دقائق؟

ماذا يحصل في هذا العالم؟

أي قوة تحكمه، أي “نظام” يسير على اساسه؟

لماذا يكون الانسان ـ الفرد هنا مهما الى درجة ان يثير وضعه قلق العالم كله، فيما يكون الانسان ـ المجتمع بكل ما فيه ويحويه من افراد هناك بلا شأن، الى درجة انه يموت فلا يهتم بمصيره احد؟

اين حقوق الانسان، اين العدالة والمساواة وكل هذه الشعارات التي كدنا نحس بالغثيان عندما تتردد على مسامعنا؟

أي مجتمع دولي ننتظر، وأي قرارات دولية نتوقع؟

اسئلة، اسئلة، اسئلة..

الجواب؟

الجواب ليس في انتظار الاجابات عن تلك الاسئلة المتكررة كتكرار تصريحات المهددين والمتوعدين والطامحين لدور او الخائفين من عقاب.

الجواب في الفعل المقاوم الذي أثبت نفسه، فجلب اولئك المذعورين الى بين يديه.. ليبحثوا عما يريدون.

محمود ريا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.