الكل هنا
الجمعة 06/10/2000 :
تنافرت الشعارات وتضاربت، وغنى كل على ليلاه في المسيرة ـ المسيرات التي شهدتها بيروت دعما لانتفاضة الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الصهيوني على ارضه وكرامته.. وقدسه.
واذا كان البعض قد رأى في هذا التنافر تشتتا وافتراقا، وعبر عن اعتراض على ما حصل، فإن نظرة موضوعية الى تلون الرايات واختلاف الشعارات في المسيرة الحاشدة التي ضمت الآلاف من ابناء الشعب اللبناني، توحي بأن ما شهدته هذه المسيرة هو دليل عافية، وتؤشر الى ظاهرة ايجابية جدا لا بد من الوقوف عندها.
لقد كانت كل الوان الطيف السياسي اللبناني ـ ما عدا الخارجين على الدولة والامة ـ ممثلة في هذه المسيرة، فالتقى “الاحمر” مع “الاخضر”، و”الاصفر” مع “الاسود”، و”الابيض” مع “الازرق”، ولم تعتب راية على راية ولا افتقد شعار شعارا.
الكل كانوا موجودين، الكل عبروا عن تضامنهم مع القدس، الكل قالوا ـ وكل حسب لغته ورؤيته ـ انهم مستعدون للتضحية من اجل قضية الامة.
هذا هو لبنان، وهذه هي سيرته، وبالتحديد مع القضية الفلسطينية، لأنها ببساطة القضية المركزية بالنسبة الى الجميع.
حبذا لو كان هذا هو شأن كل العرب، لربما كانت القدس محررة، او على الاقل في وضع اقل سوءاً مما هي عليه الان
محمود ريا