الجمعة 15/09/2000 :
قوية جدا خرجت من فم الرئيس سليم الحص.
التحدي الذي أطلقه في وجه “غريمه” الرئيس رفيق الحريري يمكن اعتباره بالفعل القنبلة الاخرى التي شهدت الساحة انفجارها، والتي خطف بريقها كل ما أطلقته نتائج الانتخابات النيابية من “ألعاب نارية”.
وقوة هذه “القنبلة” نابعة من مصدرين: مطلقها.. والمستهدف بها.
لم تمنع السنوات السبعون من العمر الرئيس الحص من الوقوف في وجه خصمه اللدود وفي خوض معركة كاملة المفردات معه، برغم “اختلاف الحجم” وعدم التناسب في القوى.
ولم تمنع السنوات الخمس والعشرون من الحياة السياسية، الرئيس الحص من تقديم معركة انتخابية نظيفة خرج منها كرئيس حكومة اكثر قوة ومهابة، برغم خسارته مقعده النيابي وسقوط كل حلفائه، وذلك في سابقة لم تشهدها الساحة السياسية من قبل.
ولم تمنعه هذه السنوات او تلك من الاعتراف بكل بساطة بأنه هُزم في المعركة.
وكل هذا كان يمكن توقعه من رجل اشتهر على الساحة السياسية بأن لديه سلاحا واحدا هو: الموقف.
ولكن..
ان يتابع الرئيس الحص التحدي حتى بعد كل ما حصل، وأن يوجه تحديه الى الرجل الذي لم تمر عليه أيام بعد وهو في قمة الانتصار، فهذا ما لم يكن متوقعا.
لم يعمل سليم الحص على منع الرئيس الحريري من الوصول الى كرسي رئاسة الحكومة عسى ان يحفظ بعضا من ماء وجهه، او ان يحقق شبه انتصار بسيط في معركة خاسرة تماما.
لقد فعل العكس: تحدى الرئيس الحريري ان يقبل رئاسة الحكومة.
انه بتحديه هذا يضع رئيس الحكومة السابق في موقع المتهرب من مسؤوليته، الخائف من تحملها والمتردد أمام اتخاذ قرار تجاهها.
والآن: اذا جاء الرئيس الحريري رئيسا للحكومة، فإن هذا العمل سيكون مجرد رد فعل على تحدي الرئيس الحص، وإذا لم يأت رئيسا للحكومة فلأنه ضعف عن مواجهة هذا التحدي.
وسواء حصل هذا او ذاك، فهو بلا شك انتصار للرئيس الحص وليس لغيره.
من أين يأتي بعض الاشخاص بالقدرة على التحدي حتى في سن السبعين؟
محمود ريا