الجمعة 01/09/2000:
مرت المرحلة الاولى من الانتخابات النيابية، وها هي المرحلة الثانية على الابواب، وبين المرحلتين لا بد من وقفة تأخذ من دروس ما حصل لتعكسها على ما سيأتي.
الدرس الاول هو ان المرحلة الاولى من الانتخابات كانت “حرة ونزيهة” بالرغم من كل الطبول التي قرعت، والتهويلات التي اطلقت، وحتى التخرصات التي احتار اصحابها كيف يطلقونها ومن أي مكان.
وحرية الانتخابات ونزاهتها تعتبر شهادة للحكم وللحكومة لم يستطع الحكم السابق وحكوماته المتعددة (92 ـ96) حيازتها او حتى الحلم بها نظرا لما شاب تلك الانتخابات من نواقص وفضائح.. وخطايا.
الا ان هذه الحرية تخطت في بعض الاحيان حدودها فأفسحت في المجال امام بعض الاطراف ليتصرفوا على هواهم مستخدمين كل ما لديهم من اسلحة بغض النظر عن مشروعيتها.
الدرس الثاني ان من يريدون الوصول الى الكراسي في ساحة النجمة لم يتورعوا عن استخدام أي من اساليب التحريض والاستفزاز من اجل تحقيق هدفهم الذي لا يزيد اتساع افقه عن انفراج المستديرة التي تتوسط الساحة، طامحين ان يروها كل يوم.
من هنا، فإن المال كان له دوره بشقيه: مال الرشوة ومال السياسة.
والتحريض السياسي آتى ثماره، فوصم البعض بتهم وسرت فدفع ثمنا لما لم يرتكبه.
والاخطر كان التحريض المذهبي والتأليب الطائفي والتعصب المناطقي، حيث لعب اللاعبون على هذه الحبال طمعا ببعض اصوات من هنا او بكسرة تأييد من هناك.
الدرس الثالث هو ان استرخاء البعض واستسهالهم المعركة، في مقابل التعبئة التي كانت تعيشها الاطراف المقابلة ادى الى نتائج لم تكن في الحسبان في الكثير من المناطق.
النتيجة
بعد غد هناك مرحلة اخرى من الانتخابات، وكل من يحمل مشروعا ساميا عليه ان يتمسك بمشروعه، ولكن عليه ايضا ان يحترس من هذه الافخاخ التي شهدتها المرحلة السابقة، كي لا يقع في مطبات معركة اكثر شراسة وابعد مسافة عن المعارك الرياضية السليمة، بينما هو غير مسلح الا بالنيات الطيبة وبرغبة الخوض في اجواء منافسة شريفة.
ليس المطلوب ان يتحول الجميع الى وسخين، وانما فقط الانتباه الى هؤلاء الذين يريدون توسيخ العملية الانتخابية بنفسياتهم وتصرفاتهم ووضع حد لهم عبر صناديق الاقتراع.
محمود ريا