احداث الضنية اثارت التساؤلات وحرّكت المواجع

0


الجمعة 14/01/2000
اثارت الاحداث المؤسفة التي شهدتها منطقة الضنية في الشمال العديد من التساؤلات حول هدفها ومسارها وحرّكت الكثير من المواجع حول الظروف التي أدت اليها والنتائج التي قد تسفر عنها.

واذا كان من الصعوبة بمكان تحديد “الهوية الحقيقية” للعناصر الذين تورطوا بهذه الحوادث، نظرا لتضارب المعلومات المتوافرة حتى الان عن البنية الفكرية والتنظيمية التي تجمعهم، فإن ما توافر من معطيات يشير الى ان هؤلاء العناصر الذين يتراوح عددهم بين خمسين ومئة شخص لجأوا الى منطقة جرد النجاص القريبة من القرنة السوداء اعلى قمم لبنان الجبلية، حيث اخذوا يتجهزون ويتدربون عسكريا لاهداف لم تتوضح طبيعتها بعد.

لقد حرّك الصدام الذي دار بين هذه المجموعة وقوى الجيش اللبناني في مناطق الضنية العليا ـ والذي ادى الى سقوط عشرات الضحايا في صفوف عناصر الجيش والمدنيين وفي صفوف المسلحين ايضا ـ الشارع اللبناني وسط رفض شامل لاستخدام السلاح في الداخل بعدما نجح اللبنانيون خلال السنوات الماضية في تأسيس قواعد السلم الاهلي وتعزيز لبناته عبر التسليم بأن المعركة الوحيدة المفتوحة هي مع العدو الصهيوني في الجنوب والبقاع الغربي.

وفي مقابل “التطرف غير المقبول” الذي تحرك في اطاره المسلحون في الشمال سجلت بعض الملاحظات حول كيفية تعاطي بعض الاصوات والمجموعات مع هذه الاحداث، حيث اتخذوا مما حصل فرصة لاتهام كل الاسلاميين ـ بل كل المسلمين ـ بأقذع النعوت، ووصل الامر بالبعض الى وضع ما حصل في الشمال في المستوى نفسه “من الوحشية” مع العملية الاستشهادية التي نفذها الشهيد عمار حمود  في عمق الشريط المحتل، فيما كان البعض يطرد النائب احمد فتفت من بلدة كفرحبو ـ وهو الذي لا يعرف عنه أي انتماء للاسلاميين على مختلف تنظيماتهم ـ لمجرد كونه نائبا مسلما.

هذه الاجواء دفعت القيادات والهيئات الاسلامية في الشمال لوضع النقاط على الحروف وتوضيح الصورة بشكل شامل، فتلاقت على وضع بيان موحّد يركز على رفض اللجوء الى العنف وعدم جواز اللجوء الى السلاح تعبيرا عن الآراء والمواقف وعلى وجوب معالجة أسباب هذه الظاهرة وأبعادها وذلك عن طريق تأمين الحريات الاساسية واحترام حقوق الانسان وصولا الى الانماء المتوازن سياسيا وخدماتيا واجتماعيا.
محمود ريا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.