الجمعة 11/08/2000:
ظريف جدا المايجور سردوك، وهو يقع على رأس تلة العباد، يرى الجنود الصهاينة يتراجعون ـ مؤقتا ـ عن خرقهم للاراضي اللبنانية عند مقام الشيخ الصالح، ويجيب عندما يُسأل: انه لا يستطيع ان يؤكد حصول الخرق ما لم يره بأم العين.
قديس توما جديد تشهده بلادنا، لا يؤمن الا بما يراه بأم عينيه، لأن كل وسائل المعرفة الاخرى لا تغني عن الحق شيئا.
لا الصور الفوتوغرافية ولا المشاهد الفيديوية، ولا حتى وقوف مراسلنا علي شعيب على بعد خطوات من بندقية الجندي الصهيوني الغاصب ـ وهو المشهد الذي احتل الصفحات الاولى في العديد من الصحف المحلية والعربية ـ كل هذا لا يمثل شيئا عند سردوك، لأنه ببساطة لم ير بعينه.
الجنود الصهاينة فروا كالفئران قبل لحظات من وصوله، هذا لا يهمه.
جنود العدو عادوا بعد ان غادر وفد التحقق الدولي.. هذا ليس من اختصاصه.
ما يدخل في حسابه هو امر واحد فقط:
هو لم ير الخرق بعينه.
لماذا لا يأتي “توما” فجأة فيرى الجريمة الصهيونية الجديدة ويوثقها ويؤكد للعالم حجم العدوانية والاستخفاف بالقوانين الدولية عند العدو؟
لماذا لا يعسكر مثلا بضع ساعات فقط في مقام “العباد” فيتأكد بنفسه مما اذا كان هناك خرق ام لا؟
لماذا لا يؤمن بالتكنولوجيا الجديدة التي باتت تصور الواقع وتنقله مكما هو “بدون رتوش”؟
لماذا علينا ان نقسم اغلظ الايمان إن الصهاينة قد نفذوا خرقا جديدا في أرضنا.. عساه يصدقنا؟
لماذا لا يصدقنا “توما ـ سردوك” ويصدق اعداءنا؟
للتذكير فقط:
الخارق صهيوني، والارض المخروقة لبنانية، المجرم صهيوني والضحية لبنانية.
فكيف لسردوك ان يرى وأن يصدق، ما دامت “عين المحب عن كل عيب كليلة”؟
محمود ريا
* المايجور سردوك مسؤول في الأمم المتحدة